سورة مريم تفسير السعدي الآية 43
يَٰٓأَبَتِ إِنِّى قَدْ جَآءَنِى مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَٱتَّبِعْنِىٓ أَهْدِكَ صِرَٰطًۭا سَوِيًّۭا ﴿٤٣﴾

سورة مريم تفسير السعدي

" يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ " أي: يا أبت لا تحقرني وتقول: إني ابنك, وإن عندك ما ليس عندي, بل قد أعطاني الله من العلم ما لم يعطك.

والمقصود من هذا قوله: " فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا " أي: مستقيما معتدلا, وهو: عبادة الله وحده لا شريك له, وطاعته في جميع الأحوال.

وفي هذا من لطف الخطاب ولينه, ما لا يخفى; فإنه لم يقل " يا أبت أنا عالم, وأنت جاهل " أو " ليس عندك من العلم شيء " .

وإنما أتى بصيغة أن عندي وعندك علما, وأن الذي وصل إلي لم يصل إليك, ولم يأتك.

فينبغي لك أن تتبع الحجة, وتنقاد لها.